في سياق جهودنا المتواصلة لدعم الفنانين في العراق، تعاوننا مع السفارة الكندية من أجل استضافة معرض لأعمال حديثة أبدعها فنانون عراقيون، داخل “المنطقة الدولية”. فمع أن الجماعات الفنية والجاليات الأجنبية يعيشان جنبا إلى جنب في المدينة ذاتها، ظل التفاعل بينهما محدود للغاية. وهكذا، فنحن نسعى إلى جسر هذه الهوة.

في يونيو 2015، بدأنا التحاور مع السيد روبرت بيسيت، القائم بأعمال السفارة الكندية في العراق، حيث تحدثنا عن افتقار بغداد إلى “سوق للفن” يتيح للفنانين المحليين الاستفادة ماديا من إبداعاتهم. فعلى الرغم من الانتعاش الذي يشهده الفن العراقي في الشتات على المستوى الدولي، يظل الفنانون المقيمون في العراق منقطعي الصلة عن سوق الفن الدولي لعدة أسباب، من بينها القيود المفروضة على التحويلات المالية بين سكان العراق وبين بقية أرجاء العالم، وأيضا الصعوبات الهائلة في إجراءات شحن الأعمال الفنية إلى خارج العراق. الأمر الذي يدعو الكثير من الفنانين إلى الهجرة بحثا عن فرص أفضل.

هكذا، قررنا أن ندعو الفنانين إلى داخل المنطقة الدولية، على أمل أن يتمكنوا من بيع بعض أعمالهم، ومن بناء علاقات مع مختلف الجاليات، عسى أن يساعدهم ذلك على التداخل مع عالم الفن العالمي.

والحق أن تنظيم معرض داخل “المنطقة الدولية” لم يكن أمرا يسيرا، بل ولم يكن ممكنا من دون مساعدة دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة. فالتواجد في هذه المنطقة محدد بقيود صارمة، ولا يسمح بدخولها إلا لعدد محدود جدا من سكان بغداد. بل وتبين لنا أن إجراءات إدخال الأعمال الفنية داخل “المنطقة الدولية” لا تقل صعوبة واستنزافا للوقت من محاولات إدخال الفنانين العراقيين أنفسهم.