سرى مُؤَيَّد فنّانة وطالبة في معهد الفنون الجميلة في جامعة القادسيّة، تقوم أعمالها على تِقنيّات الترقيع والخياطة التي تعلّمتْها من والدتها، وهي تنحرف بها عن المُقاربات التقليديّة والأكاديميّة التي تُدَرَّس في المعاهد العراقيّة. من مشاريعها مُؤخَّراً سلسلة من الصُّوَر والتماثيل النصفيّة التي تبدو فيها الوجوه البشريّة مُلْتَوِية ومُشوّهة. وعلى الرغم من ذلك هي ترى أنّ في فنّ الترقيع خصائصَ علاجيّة وتصِف دورَها كفنّانة على أنّه “إصلاح الفكر المريض”.
مؤسَّسة رؤيا حاوَرَتْ مُؤَيَّد حول أعمالها.

قلتِ إنك تعلّمتِ فنّ الترقيع (الباتْشْوُورْك) مِنْ والدتك، فما هي ذكرياتك الأولى عن ذلك؟
تعلّمْتُ من والدتي تِقْنيّة الخِياطة فقط، وأنا فكّرت في أبتكار شيءٍ جديد بنفسي… أي ابتكار عملٍ فنّيّ يعتمد على تقنية جديدة أنا أُتقنها بحيث ينصبّ اهتمامي على فكرة العمل بشكل أساسيّ.

كيف تطوّرت عندك فكرة الوجوه من الباتْشْوورك؟
تطوّرت من خلال المُمَارسات اليوميّة الخاطئة… ما أنا إلا مِرْآة  تعكس الواقع. أرى هذه الصُّوَر في كل مكان… في الجدار، في الأشخاص، في العادات والتقاليد… في كل شيء هناك تَشَوُّهٌ.

 

الطبيب يعالج عُضْواً مَعْطوباً أمّا الفنّان فيُصلِح فكراً مَريضاً.


تُدرِّس أكاديميّات الفنون في العراق المُقاربات التقليديّة في نحت الشخوص البشريّة وتصويرها. ما هو موقفك من هذا؟

أكاديميّات الفنون لا تُعطي مساحةً لِفكر الفنّان… أي ليس للفنّان متَّسَعٌ لِبَثّ فكرةٍ جديدة تجعلنا نُواكب التطوّر الحاصل في سائر الدول، وهذا خطأ كبير في رأيي. لو كان للفنّان مساحة للابتكار لاكتشفْنا الكثير من المدارس الفنّيّة، وَلَمَا اقتصرَتْ الاكتشافات على بعض الدول.



ما هو دور الفنّان في نظرك؟

للفنّان دورٌ كبيرٌ جدّاً قد يبلغ حدّ تَغْيِير فِكْرِ مجتمعٍ بأكمله… إنَّ له وظيفة عظيمة، أعظم من أيّ وظيفة أُخرى. فإذا كان الطبيب ينقذ عضواً مُصاباً، فبإمكان الفنّان إصلاحُ فكرٍ مريض.



تُحيل أعمالك إلى الدُّمى وألعاب الأولاد، وعلى الرغم من ذلك منحوتاتُك مُشَوَّهة ومُنْقَبِضَة. لِمَ تُصِرّين على هذه المفارقة؟
أنا أنقُلُ تَشوُّهاً واقعيّاً بأبسط صورة. ونحن كذلك مُشوَّهون منذ الصغر. 

إلى أيّ مدى تأثّرتِ بِفنّانين يُوظِّفون التّطريز

وألعاب الأولاد في عملهم، من أمثال آنيت ميسّاجيه وتريسي إمين؟
بِكلِّ صراحة لم أتأثر بأيٍّ منهم… أنا فقط أُعبِّر عن أفكاري بما أملِك من تِقْنيّة.

ما هي الفكرة من وراء عملك الجديد، أي تلك المجموعة التي تَستَعْملين فيها الكراسي وسائر الأشياء؟
في الكرسيّ أرى العراق بِثَلاثِ قَوائِم، يَستحيل توازنُه.

 

ما هي التحدِّيات التي تواجه الجيل الجديد من الفنّانين في العراق اليوم، وخصوصاً الفنّانات؟
بِصِفتي فنّانة أنا اليوم أتحدّى كلّ العادات والتقاليد السَّيئة، والعقول الضعيفة التي لا ترى من المرأة إلّا جسداً يتحرّك في الأرجاء، هذه العقول التي تُحارِبُني كيْلا أُظهرها على حقيقتها (إنّهم يحاولون كَسْرَ مِرآتِهم).