روان المختار (المولودة في بغداد 1991) تعيش وتعمل في بغداد. يستكشف عملها الفني الأخير، وهو عمل فيديو مركب يحمل اسم “طلاكتين” (2015) التناقض بين الثقافتين الشرقية والغرببية. روان، وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، حيث تخصصت في التصوير، غالبا ما تجهز  وتلتقط صورا فوتوغرافية للمناظر التي تريد تصويرها زيتيا، وتدخل عوامل من المسرح والتصوير الفوتوغرافي في عملها. وتصور إحدى السلاسل السابقة من الرسوم والاسكتشات، المعروضة هنا، النسيج الحضري للمدينة التي تعيش فيها: بيوت أسمنتية منخفضة تحيطها سواتر خرسانية وأشجار نخيل، مع شاحنات وسيارات دفع رباعي على طول الطريق. 

هنا تتحدث لرؤيا عن أعمالها، وعن حياة الفنانين الشبان في بغداد.

21465559934_ac87d25f76_k

من سلسلة “إدمان”، 2015، بإذن الفنانة.

أحدث أعمالك هو العمل المركب “طلاكتين” (2015)، الذي يتضمن لقطة فيديو لرجل يتظاهر باستخدام دورة المياه. كيف تفاعل الجمهور مع العمل عندما عُرض في مركز “برج بابل للتطوير الإعلامي” في بغداد؟

صورت صديقي، الممثل محمد مونيكا، وهو ينهض من على مقعد المرحاض ويقفل سحاب بنطاله. بعض الناس ضحكوا والبعض الآخر شعر بالارتباك. في العراق لا تُصنع ولا تُعرض الكثير من فنون الفيديو. هذا العمل الفني يتضمن أيضا صورا لمراحيض مختلفة بطريقة طباعة الشاشات الحريرية (سكرين برنت).

ماذا كان الغرض من وراء هذه القطعة الفنية؟

لقد أصبحت المراحيض بالنسبة لي رمزا للفرق بين الشرق والغرب. المرحاض الذي يظهر في العمل مرحاض عراقي- حفرة في الأرض. والمراحيض من حوله كلها غربية. أريد أن أظهر هيمنة الثقافية الغربية، التي تحيط بالثقافة الشرقية.

12227654_545507092264235_8778133211173754439_n

من عمل الفيديو المركب “طلاكتين”، 2015، في معرض “تركيب”، “برج بابل للتطوير الإعلامي”، بإذن الفنانة و”برج بابل”.

21900513668_7ae02b31fd_b

طباعة بطريقة الشاشة الحريرية (سكرين برينت) من عمل الفيديو المركب “طلاكتين”، 2015. بإذن الفنانة و”برج بابل”.

21900208670_ecc0539577_b

من عمل الفيديو المركب “طلاكتين”، 2015، في معرض “تركيب”، “برج بابل للتطوير الإعلامي”، بإذن الفنانة و”برج بابل”.

ما الذي جعلك تتجهين إلى الفن الذي يغلب عليه الطابع “المفاهيمي” أكثر في أعمالك الأخيرة؟

في كلية الفنون الجميلة، وبين الفنانين العراقيين عموما، تستطيعين ممارسة التصوير الزيتي، أو المسرح، أو التصوير الفوتوغرافي، أو الرسم، لكنك لا تستطيعين الخلط بين الوسائط أو الأنواع الفنية. عندما قابلت فنانين عراقيين مثل ديلان عابدين ووفاء بلال، تغيرت أفكاري عن الفن، وعما أستطيع إنجازه كفنانة. أعمال وفاء بلال تستخدم الكثير من الوسائط المختلفة، مثل تلك القطعة المسماة “أنا الثالث” التي قام فيها بوشم نفسه. من وقتها وأنا أحاول استكشاف وسائط وخامات مختلفة.

قبل هذا، كنت تعملين على التصوير الزيتي. كيف تصفين أعمالك وقتها؟

في السلسلة المسماة “إدمان” (2015)، تناولت غياب المساواة في المعاملة بين النساء والرجال، بين البنات والصبية في الأسرة العراقية: الرجال يستطيعون فعل ما يحلو لهم، لكن النساء يواجهن قيودا عديدة. رسمت وصورت زيتيا من صور فوتوغرافية، وكنت غالبا ما أجهز المناظر التي أريد أن أصورها زيتيا قبل العمل. الخلفيات بسيطة، للتركيز على شكل الشخص والحركة ولمشاعر. أحب التناقض بين الضوء والظلام أن يكون واضحا. لقد تأثرت بفنانين مثل عمر أورتيز، الذي عثرت على أعمال له على الإنترنت. أسلوب التصوير الزيتي لديه معروف بالـ”الواقعية الفائقة”، وذلك بسبب الملمح الفتوتوغرافي فيها.

14354041166_dabeee0ff7_h

روان المختار عادة ما تجهز المناظر مسبقا، ثم تلتقط لها صورا فوتوغرافية، تستخدمها لاحقا في إعادة إنتاجها كلوحات تصوير زيتي. الصورة بإذن الفنانة.

22098416851_6e0591bb3d_k

“رسوم من بغداد”، 2013-2015. بإذن الفنانة.

21900209530_80cc63ef67_k

“رسوم من بغداد”، 2013-2015. بإذن الفنانة.

22075909202_da4f8f7bc3_k

“رسوم من بغداد”، 2013-2015. بإذن الفنانة.

بوصفك فنانة شابة في بغداد، ما هي التحديات التي تواجهينها؟

الفنانون الشبان مثلي يجدون صعوبة في عرض أعمالهم لأن الأجيال الأكبر سنا من الفنانين لا يسمحون لهم بذلك. هم المسؤولون عن المؤسسات الفنية وهم من يقررون أي أعمال تعرض. وعادة يعطون الأولوية لأعمالهم أو أعمال أقاربهم وأصدقائهم.

ما هي مشروعاتك القادمة؟

أعمل على تطوير عمل فني بالاشتراك مع أحد الأصدقاء، تقوم على سجادة صلاة. سوف نستخدمها كنقطة نقاش حول مفهوم “القبائل” و”القبلية” في العراق. وسوف يُطلب من الزوار الجلوس والرسم على هذه السجادة.

ما الذي يمكنك فعله لتطوير المشهد الفني في بغداد؟

أحب أن أعرض أعمالي التالية، تلك القطعة الفنية عن السجادة على وجه الخصوص، في مكان ما في بغداد لا يذهب إليه الفنانون عادة. أماكن مثل “برج بابل” تجتذب الفنانين فقط، وهكذا، لا يطلع معظم الناس في بغداد على المشهد الفني هنا. أنا أؤمن أن الفن يستطيع أن يجعلهم يفكرون في مشكلاتهم بطريقة مختلفة.

21900511768_5cdfb93b93_k

من سلسلة “إدمان”، 2015، بإذن الفنانة.