جاريث هاريس

المدير الفني يقول إن المعرض جاء ردا على ما يظهر من “استحالة صناعة فن في العراق”.

صعود تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي (داعش)، وتحقيق تشيلكوت، الذي أجرته بريطانيا حول غزو العراق عام 2003، هما اثنان من بين الموضوعات التي تناولها الفنانون المشاركون جناح العراق، الذي يستضيفه قصر كا داندولو على ضفاف الـ”جراند كنال”.

765ccf9edeb882b4306cb6e94e85ee4d_550d18fef50dd578a6c3800888fc8ebc640x480_quality99_o_19knmqb8d1i661up0118a4f91ah0a

الصورة: سلام عطا صبري، فنان ومدير سابق لمتحف الفن الحديث، بغداد، يقف أمام رسومه في جناح العراق. الحقوق لجاريث هاريس.

وتتأمل الأعمال المعروضة في معرض “الجمال غير المرئي” في حالة العراق المغلوب على أمره بعد أن قضى سنوات من الحرب والفوضى. واختار المدير الفني فيليب فان كاوتيرين، وهو المدير الفني لمتحف سماك (المتحف البلدي للفن المعاصر) في خنت البلجيكية، خمسة فنانين يعملون في العراق ومن الخارج، وهم: لطيف العاني، آكام شيخ هادي، حيدر جبار، رباب غزول، وسلام عطا صبري. بينما تولت مسؤولية إقامة الجناح مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق، وهي منظمة غير حكومية.

ويوضح فان كاوتيرين السبب من وراء اختيار عنوان المعرض قائلا: “الخفاء في البلد نفسه يرجع إلى التجاهل الواضح لإمكانيات المشهد الفني المحلي. فإذا أضاف المرء إلى ذلك غياب بنية تحتية مناسبة والهيمنة الغالبة للتفكير الفني المحافظ، لوجد أن إمكانية صناعة الفن في العراق غير موجودة بالأساس”.

سلام عطا صبري يعرض في الجناح سلسلة لوحات تحت اسم “رسائل من بغداد”، تشمل 110 رسما يمكن تلقيها بوصفها “يوميات يتناول فيها الفنان المأساة الوجودية التي شهدها منذ عودته إلى مسقط رأسه، بغداد، عام 2005 ]بعد إقامته في الولايات المتحدة والأردن[“، بحسب تعبير فان كاوتيرين.

ويقول عطا صبري إن رسومه هي “مذكرات” سجلها كرد فعل على ما شهده من فساد وفوضى يعمان المدينة. وتعكس هذه الفوضى تلك الأشكال التي تشبه حركة إعصار، وتحيل المتلقي إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية. في حين تستعرض قطع فنية أخرى نهر دجلة، وأسلاكا شائكة وكتلا أسمنتية، وكذا رموزا من الفولكور العراقي.

وقد شغل عطا صبري من قبل منصب مدير متحف الفن الحديث في بغداد، لكنه الآن متفرغ للفن. ويقول فان كاوتيرين “هنا يظهر الرسم كشكل من أشكال الرثاء، كعزاء يعالج الروح، كبحث عن مخرج من موقف يبدو يائسا”.

أما رباب غزول، التي تعيش في كرديف، فتركز على تحقيق تشيلكوت، التحقيق الرسمي الذي أجرته الحكومة البريطانية حول دور بريطانيا في الحرب في العراق بين عامي 2001 و2009. إنه عمل فني يعود بالزمن إلى الوراء. قطعة فنية تجمع بين الفيديو والفن الأدائي، ترتكز على الجلسة التي استمرت 189 دقيقة، حيث قدم رئيس الوزراء الأسبق توني بلير شهادته أمام لجنة التحقيق عام 2010. وقد طلبت غزول من بعض الأفراد التدقيق في الشهادة المسجلة، ثم طلبت منهم تكرار كلمات بلير أو تقليد إيماءاته. في حين تتضمن أعمال جبار (التي تذكرنا بجويا)، صورا مروعة لرجال قتلوا بأيدي تنظيم داعش.

وتقول تمارا جلبي، رئيسة مؤسسة رؤيا “كل واحد من الفنانين لديه قصة تستحوذ عليه ويريد أن يحكيها. ومن قلب الرعب واليأس، تصنع أشياء جميلة”.