آكام شيخ هادي (المولود عام 1985) مصور فوتوغرافي من السليمانية في كردستان العراق. قد تنظر إلى أعماله بوصفها تصويرا فوتوغرافيا سابق الإعداد، لكن تلك الأعمال تحتوي- مع ذلك- على جانب وثائقي قوي. أبدع شيخ هادي عملا فنيا جديدا خصيصا من أجل الجناح العراقي يتعامل بشكل مباشر مع داعش ومصير اللاجئين العراقيين والنازحين داخل العراق. ومن أجل هذا المشروع قضى وقته في التقاط صور فوتوغرافية لأربع جماعات من اللاجئين من مختلف أنحاء العراق: يزيديين، وكوبانيين، ومسيحيين، وكاكائيين. شارك آكام شيخ هادي في مهرجانات عدة في أنحاء آسيا والشرق الأوسط، من بينها مهرجان تشوبي ميلا الدولي للتصوير الفوتوغرافي في بنجلاديش، 2013. كما فاز بجوائز من بينها جائزة لارسا/تل الولاية T.A.W Larsa للتصوير الفوتوغرافي الإبداعي. وفي السطور التالية يكتب شيخ هادي لمؤسسة رؤيا عن تجربته.
في عام 1993، وفي جنوب السودان، التقط كيفن كارتر صورة لطفلة جاثمة على الأرض وإلى جوارها نسر ينتظر موتها. وساعدت هذه الصورة في تدفق المساعدات الإنسانية على السودان. وفي النهاية، انتحر المصور.
التصوير الفوتوغرافي هو وصلة مباشرة ومؤثرة بعيون الإنسانية. والمصور لا يصدر أحكاما، لكنه يترك الصور مفتوحة، ويترك حرية التأويل للجمهور. إنه يلجأ إلى طريقة خاصة لعرض الأشياء في ضوء جديد، بطريقة لا يراها الآخرون دائما.
كان مشروعي السابق عملا مركبا قائما على الصور الفوتوغرافية، عن الهجوم الذي شنته حكومة صدام حسين بالسلاح الكيماوي على حلبجة في كردستان العراقية. أكثر من خمسة آلاف مواطن لقوا مصرعهم. وقد سعيت لسرد قصة 15 شخصا من الناجين من ذلك الهجوم، ومن أجل ذلك التقطت لهم صورا في الموقع الذي تعرض للهجوم، وكل منهم يمسك بالونا أمام وجهه. وعلى البالون رسم وجه مبتسم- رمزا للعودة إلى الحياة. إنني أؤمن بأن الناجين من الحروب أو الكوارث عليهم أن يبدءوا حياتهم من جديد: عليهم ألا يتوقفوا عند الكارثة، ألا ينعزلوا عن الحياة، ألا يحتفظوا في قلوبهم بكراهية عميقة قد تقودهم إلى الانتقام. في نهاية الأمر، كلنا نعيش على الكوكب نفسه وعلينا أن نعيش معا في سلام. عندما يظهر الانتقام، يفقد السلام معناه.
عندما يجبر الناس على الانتقال من مكان إلى آخر، يشعرون بالاضطراب. هذا الشعور يصبح أكثر كثافة عند المصور الفوتوغرافي. فكر في الطفل الذي لا يستطيع النوم بسبب البرد أو الحر وعليه أن يدفع ثمن الكراهية بين الكبار. لقد أزعجتني هذه الفكرة، كإنسان أولا، ثم كمصور فوتوغرافي. بعد ثلاثة أشهر من وصول اللاجئين إلى أربيل، وبعد زيارتهم في مخيماتهم والتعرف على أوضاعهم شعرت برغبة في العمل على مشروع جديد. وهكذا، اخترت أربعة أقسام- لاجئيين كوبانيين، ويزيديين، وكاكائيين، ومسيحيين. بالرغم من اختلافات الثقافة والدين والمعتقدات، فهم جميعا يعيشون في الوضع نفسه. في النهاية، كلنا بشر. أردت أن أستخدم هذا الوسيط لكي أوصل أصواتهم وصوتي إلى العالم. لحسن الحظ، حملت مؤسسة رؤيا على عاتقها هذا العبء، ولهذا أعرب لها عن امتناني.
طريقتي في العمل تقوم على إدراج الأفكار داخل الصور. على سبيل المثال، لن تجد في عملي الفني الذي خصصته لصعود داعش صورا لأسلحة أو وجوها لإسلاميين أو جثثا للقتلى. بدلا من ذلك، عملت على ربط كل هذه العناصر بخط أسود يتباين مع ثقافة شخوصي ودينهم ومعتقداتهم. هذه الخطوط السوداء دخلت إلى الصور وأحاطت بالأشخاص. كذلك اخترت إطارا بسيطا للصور مما يتيح تفاعلا فوريا مع الجمهور. التقطت الصور في مخيمات للاجئين- وهي الأماكن نفسها التي يعيش فيها اللاجئون الآن: أربيل، لالش، مخيم باريكا، هاوار، السليمانية. وفي كل قسم، التقطت سبع صور تمثل أيام الأسبوع، لكي أظهر الحياة الحقيقية للاجئين، وكيف تتشابه أيامهم.
أتمنى أن يجلب هذا المشروع مزيدا من الدعم الإنساني، أن يجد العالم حلا جذريا، وأن تتوقف الحروب حتى لا نرى المزيد من الضحايا والنازحين. عندما يحدث هذا سأكف عن العمل على مشاريع من هذا النوع. ومثل الكثير من الفنانين في أرجاء العالم، سأتكلم عن جمال الحياة.
دعم الفنانين أمر ضروري، فنحن لدينا خطاب لا يستطيع السياسي توصيله. نحن الذين نريد أن نوصل رسالة السلام والحب، وأن نظهر ما خفي عن الأنظار، وأن نقدم ثقافات مختلفة ونعثر على ما بينها من مشتركات.
بالنسبة لي، يهمني كثيرا أن أطلع على ثقافة فينيسيا وفنونها بعيني، وأن أكتشف نوافذ جديدة لمشروعات جديدة أعمل عليها، ويعمل عليها أصدقائي الذين لديهم مشروعات شبيهة لا بد للعالم أن يطلع عليها.
تعليق الصورة:
الصور: آكام شيخ هادي، بدون عنوان، 2014-2015. طباعة رقمية بالأبيض والأسود على ورق Innova-Bayrth Smoothgloss. 30×40سم. إهداء من الفنان.