هيوا ك. هيوا من مواليد (السليمانية 1975) وهو فنان يعمل في الفن المفاهيمي و يعيش حاليا في برلين. نشأ وترعرع في السليمانية ، وهرب من العراق عام 2006 ، سافر على الأقدام عبر الجبال إلى الحدود الإيرانية ، وصولا إلى تركيا ، وأخيرا استقر في أوروبا. على مر السنين ، فان عمله تطرق الى جموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تجربة الهجرة، وفي الآونة الأخيرة المجتمع المعاصر في كردستان. وأخر عمل له هو عمل عنوانه (الجرس) عام 2015 ، هذا العمل كلف به من قبل الخبير الفني  أوكوي إنويزور للمشاركة في المعرض الذي يحمل عنوان  ” All the World’s Futures “، و هو المعرض الرسمي لبينالي فينيسيا الـ 56. وتحدث هيوا إلى رؤيا RUYA عن عمله.
الحوار  بين مؤسسة رؤيا و هيوا ك. في آب 2014 فيما يلي:
Screen shot 2015-05-14 at 9.01.03 PM

الجرس عام 2015

انت مستقر في برلين لكنك غالبا ما تسافر مع مشاريعك ,اين انت الان وماذا تعمل في الوقت الحاضر؟

انا في مدينة ريغا في جمهورية لاتفيا لتنسيق بناء احد أعمالي التركيبية الجديدة بعنوان “شقة ذات غرفة نوم واحدة” , هذا العمل كان سابقا معروضا في المدينة البولونية غدانسك على مستوى اصغر و بعد عرض العمل في ريغا سأذهب الى الأردن و مدينة نيويورك لأقدم نسخ متعددة جديدة لمشروع “شيكاجو بويز: بينما كنا نغني كانوا هم يحلمون” وهو عمل فني يضم فرقة موسيقية تقوم بإحياء موسيقى البوب للسبعينات من الشرق الأوسط بمشاركة مجموعه دراسية تقدم دراسة حول الاقتصاد الحر الجديد .

في مشروع الشقة ذات الغرفة الواحدة تقوم باعادة تكوين شقة جديدة في كردستان متكونة من غرفة واحدة مع مجموعة سلالم مع جدران بيضاء

كيف أثرت زياراتك الاخيرة الى كردستان على عملك رغم انك كنت في المنفى لمدة عشرة اعوام ؟

لقد تغيرت السليمانية وكردستان كثيرا حتى انني احيانا اضيع طريقي , كان هناك ساحة كرة قدم قرب دارنا تحولت الان الى بناية ضخمة ولااحد لديه الوقت للحديث للاخر,كل يوم لديك خطط لمولات تسوق جديدة والمجتمع تحول بشكل متزايد الى مجتمع استهلاكي .قبل غزو عام 2003 كانت كردستان مجتمعا جمعيا كانوا يتشاركون الغرف والاواني والقدور اما اليوم فالبلدة تستنسخ الموديل الغربي للاستقلال . الجماعية اصبحت من الماضي أصبحت مرتبطة بمفهوم الشرق والاتحاد السوفيتي . عملي التركيبي … الشقة بغرفة واحدة لشخص واحد يعكس الفردية التي استقرت في كردستان بعد عام 2003 عندما تأسس اقتصاد السوق الحر

Hiwa K, One Bedroom Apartment, 2014. Courtesy of the artist.

الصورة معروضة بموافقة الفنان

كيف كان المشهد الفني حينما كنت طالبا في كردستان ؟

لم أدرس الفن قبل مغادرتي لكردستان، لكنني تأثرت بالمشهد الفني وأساتذة الفن في بغداد. فبسبب الروابط الوثيقة بين حزب البعث وبين الاتحاد السوفييتي، درس هؤلاء الفنانون في موسكو وسان بطرسبرج، وعادوا إلى بلادهم ليدرِّسوا الواقعية الاشتراكية.وهذا كان النموذج المهيمن في كردستان حتى عام 1991 عندما تم إعلان الحكم الذاتي ثم عاد عدة فنانين من اوروبا ليصبح الفن يدخل الى فكرة الفن المفاهيمي او التصوري. فقط  عندما ذهبت الى اوربا ادركت باننا كنا عالقين بافكارالستينات 

ماهو اول عمل فني اثار اعجابك ؟

حينما كنت طفلا كنت متاثرا جدا برسامي النهضة ,كانت اختي تدرس علم النفس في بغداد ,قامت بشراء كتاب عن التماثيل الكلاسيكية  لازلت احتفظ به في البيت ,فكنت استنسخ التماثيل وارسمها

مذا كان مشروعك الاول كفنان في مجان الفن المفاهيمي او التصوري؟

في 2005قدمت الى مدرسة لتعليم الفن في المانيا مستخدما الحقيبة الفنية لصديقي وكان مشروعي الاول بعنوان “الطبخ مع امي” حيث قمت بدعوة امي لاعطاء درس بالطبخ في المدرسة من خلال السكايب علما انني لم ار عائلتي منذ ان غادرت في عام 1996  وكانت اتصالات السكايب تقريبا جديدة علينا. لقد كانت لحظة غريبة لاكون على اتصال بامي وهي تطبخ شيئا لذيذا بينما اتشارك بهذا الامر مع كل طلاب الاكاديمية الذين كانوا معي . كان شعورا وحشيا حاد جدا وكانت والدتي تعرف مطابخ اقليمية مختلفة كون ابي كان جنديا وكانت عائلتنا تغير سكناها كثيرا وكان لاخوتي اسماءا اما عربية او كردية اعتمادا على المدن التي ولدوا فيها .

في قطعتك ( فترات ابي الملونة ) قمت بإعادة تركيب أجهزة التلفزيون التي كان والدك يتعامل معها لخلق وهم التلفزيون الملون .ماذا اثر على ذلك المشروع ؟

في نهاية السبعينات كان هناك اشاعة تقول بان الحكومة ستبث فيلم ذهب مع الريح بالالوان . الناس كانوا يظنون ان التلفزيون الملون كان بيد الحكومة المركزية وكانوا محبطين ان الحكومة لن تفي بوعدها ابدا . بدأ ابي يضع أوراق نايلون شفافة ملونة على الشاشات لتعطي مظهرا ملونا وعندما نمل من اللون يضع لون اخر وقد فعل ذلك مع حفلة لام كلثوم بثت على الهواء حيث قطع اشكال الموسيقيين وابدلهم على الشاشة رغم ان الصورة استمرت تتحرك والموسيقيون يغيرون اماكنهم . بحثي في القطعه شمل مقابلات مع عامة الناس و مختصين تلفزيونيين و قنوات في السليمانية حيث اخبروني بانه في ذلك الوقت ذهب الكثير لتصليح تلفزيوناتهم .

My Father’s Color Periods / Hiwa K 2012 from Hiwa K on Vimeo.

ماذا كان فيلمك المفضل او برنامجك التلفزيوني المفضل حينما كنت تكبر ؟

كنت احب الرسوم المتحركة وكنا تعودنا على الرسوم المتحركة الروسية والسوفيتية

مشروعك “نفور” مع المشرفة الفنية البولندية انيتا زايلاك كان اول عرض مشترك معاصر للفنانين الاكراد مع الفنانين الاوروبيين ,وكانت ورشات العمل التي اقمتها في السليمانية مهمة في تطوير  الفن المعاصر في الاقليم ,ماذا كان هدف المشروع وكيف نجح ؟

لمشروعي “نفور” اردت ان اجد طريقا غير رسميا للاقتراب من المعرفة ، في كردستان والعراق لدينا اماكن غير رسمية كالمقاهي والكازينوات حيث تعلمت الرسم , وكان الهدف هو تحدي مفهوم الاختلاف والذهاب وراء الافكار الشائعة عن الشرق والاعتماد على عمل ادوارد سعيد . اقمنا ورشات في كردستان  حيث تم تعليم الفنانين لصنع فن للعرض في ما يسمى بالفضاء المكعب الأبيض أي في قاعة عرض ذات جدران بيضاء  واردنا ان نتحدى تلك الفكرة لذلك حاولنا دراسة الفضاءات ,عملنا محاضرات واحاديث  في المقاهي وفي بناية امنية عراقية سابقة اصبحت الان متحف حربي , وقد استفاد فنانو السليمانية من تلك المناقشات  وكانت النتيجة معرضا في لندن  ثم ذهب المعرض الى المدينة ابلولونية غدانسك عام 2012 . وساعدت مؤسسة دلفينا في اصدر الكتاب