تضامناً مع الانتفاضات الشعبية للشباب التي اندلعت في العراق ضد فساد الدولة وتدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية، تدعو مؤسسة رؤية للثقافة المعاصرة إلى إضراب المؤسسات الثقافية في العراق.
نُدين استخدام العنف ضد المُحتَجّين السلميّين وَإراقة الدماء التي أدّت إلى وفاة أكثر من 265 متظاهرًا حتى اليوم. الاحتجاج السلمي هو حق أساسي، منصوص عليه في المادة 38 ج من الدستور العراقي.
وَبصفتِنا مفوّضي جناح العراق في بينالي البندقية بنسخته الثامنة وَالخمسين لِلعام 2019، وَفي خطوةٍ تضامنيّة، قرّرنا أيضًا إغلاق أبواب معرض “أرض الآباء” خلال هذه الفترة.
يستمر إغلاق دكانة رؤية في بغداد حتى إشعار آخر.
منذ تأسيسِها أواخر العام 2012، عملت مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة بِجد، وَفي ظروف غير مواتية أحيانًا، على إعلاء منبرٍ للفنانين في جميع أنحاء العراق، يمكّنهم من التعبير بحرية عن إبداعاتهم، لقناعتِنا الراسخةِ بأنّ الثقافة هي جزء أصيلٌ وَلا يتجزأ من نسيجِ أيِّ مجتمع، وقوة لا يُستهان بها للتغيّر نحو بلاد مُنفتحة وَحُرّة. لا سيّما العراق، بالنظر إلى صعوبة تاريخه الحديث وَالاستبداد الّذي شكّل ماضيه.
منذ فجر التاريخ وصولًا إلى الحقبة الحالية، لَطالما حملَ الشباب مشاعِلَ الانتفاضات الشعبية كَخيارٍ أمثل في مواجهة الصراع الاجتماعي وَالاقتصادي المُحتَدِم والحاجة إلى إحداثِ تغيير حقيقي، وَلِتحصيلِ المزيد من الحقوق المدنية ضد النُّخَب الحاكمة في العراق وَالتي وصَلَت إلى مرحلة التخمة في مصادرةِ البلاد. وَهوَ أيضًا جزء من توجّهٍ أكبر يَسري اليومَ في المنطقة، سواءً في الجزائر، لبنان، سوريا، السودان وَمرورًا بالعالم الأوسع في تشيلي وَالإكوادور وَهونغ كونغ.
تفخر مؤسسة رؤيا بالمشاركة في تحقيقِ هذا التَّوق المحليّ وَالإقليميّ وَالعالميّ إلى استشراف الحلم، وَالتفكير وَالكفاح من أجل تبني رؤًى مستقبليّة جديدة وَشاملة لِلجميع، خصوصًا الأجيال الشابة التي تقف في طليعةِ هذا التغيير.