إنه اليوم العالمي للاجئين، حيث نحتفي بقوة وشجاعة وإصرار ملايين اللاجئين- الأمم المتحدة
في كانون الأول (ديسمبر) 2014، أعدت مؤسسة رؤيا مشروعا لتوفير أدوات الرسم للاجئين البالغين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في شمال العراق. وكانت تلك المخيمات الطارئة قد أنشئت في صيف ذلك العام، لاستضافة أكثر من 1.3 مليون شخص فروا من تنظيم داعش المسلح في مناطقهم. وقد قوبل المشروع بتجاوب هائل داخل المخيمات وعلى الصعيد الدولي على حد سواء، وأُرسل أكثر من 500 رسمة أنتجها لاجئون، كانت نواة لكتاب بعنوان “آثار البقاء: رسوم لاجئين عراقيين”، اختار الأعمال الواردة فيه الفنان آي ويوي. وقد أعيدت محصلة بيع الكتاب حتى تاريخه إلى لاجئي المخيم في احتفال أقيم في أربيل في كانون الثاني (يناير) 2017.
لقد رأينا، أثناء عملنا في العراق وفي مخيمات اللاجئين، كيف أن دعم الثقافة في مناطق الصراع والأزمات يأتي بالكثير من الثمار على المستويين المحلي والعالمي. في الحياة اليومية للمخيمات، يستطيع الفن أن يلعب دورا مهما في التخفيف عن اللاجئين، لكنه أيضا يتيح لهم التواصل مع بقية أنحاء العالم بلغة عالمية. لقد أصبح العراق ثالث دولة من حيث تعداد “المشردين داخليا” على مستوى العالم. حيث أجبرت المذابح التي اقترفها تنظيم داعش في 2014 الملايين على الهروب من ديارهم، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة عدد العراقيين الذين شردوا داخل بلادهم بين كانون الثاني (يناير) 2014 وكانون الأول (ديسمبر) 2015 بأكثر من 3.2 مليون لاجئ. اليوم لا يزال نحو 1.1 مليونا من المشردين داخليا في العراق يعيشون في مخيمات للاجئين أو وفق ترتيبات إيواء عصيبة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
في هذا السياق، تواصل رؤيا انخراطها في تلك المخيمات، من خلال إقامة ورش عمل منتظمة في مخيم شاريا، أكبر مخيمات محافظة دهوك في شمال العراق. وقد نظمت رؤيا إقامة في المخيم لاثنين من الفنانين من ستوديو آي ويوي في حزيران (يونيو) 2015. وفي شباط (فبراير) 2016، ذهب الفنان فرانسيس أليس مع تمارا جلبي، رئيسة المؤسسة، في رحلة بحثية إلى المعبد اليزيدي في لالش وإلى مخيمات اللاجئين في شاريا وكبرتو. وكان الغرض من الزيارة أن يستكشف أليس المخيمات وأن يبحث في إمكانية إنتاج عمل فني ذي صلة بالمخيم وسكانه، بالتعاون مع مؤسسة رؤيا.
وتعمل رؤيا حاليا على تجهيز مساحة دائمة في مخيم شاريا، تتيح للاجئين تناول أوضاعهم والتنفيس عن أنفسهم من خلال الفن. ويستضيف المخيم 12 ألفا من سكان الطائفة اليزيدية. وقد تعرض اليزيديون، وهم أقلية دينية تاريخية في العراق، لهجمات وحشية في آب (أغسطس) 2014 على يد تنظيم داعش، وهم يصارعون اليوم من أجل الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم الموروثة. وتهدف رؤيا إلى استضافة معارض وتنظيم برنامج يشمل عددا من المناقشات، والفصول الدراسية، والورش الفنية، تحت إشراف فنانين محليين وعالميين، على أن يخصص جزء منها للنساء البالغات.
إن التراث الثقافي للعراق يتعرض للتدمير على العديد من المستويات. ومن خلال تمكين الناس العاديين من إبداع ثقافة في الحاضر، يمكن أن نوفر لهم محفزات وآمال من أجل المستقبل. من المهم أن نعمل بسرعة، وأن نلفت الانتباه ليس فقط إلى ما تم تدميره، وإنما أيضا إلى ما ينتجه العراق الآن. ونحن نؤمن أننا نستطيع خلق حوار جديد بين الثقافات، وتوصيل الأزمة عبر أصوات مختلفة مما يقود إلى مزيد من التفهم العالمي.
للمزيد من المعلومات حول مشروع رؤيا “الإبداع من أجل البقاء”، أو للتبرع للمشروع، برجاء التواصل معنا:
[email protected]