الشجاعة في الإبداع

ذكرى سرسم (مواليد بغداد ـ 1965) سينمائية وثائقية ورسامة للأطفال. تروي في كولاجاتها المبهجة ورسوماتها للأطفال حكايات دينية ومحلية، وقصائد شهيرة، وحواديت، وقصصا من ألف ليلة وليلة. عملت على عدد من الأفلام الوثائقية من قبيل “رحمة .. زينب .. وأخريات” الذي يتناول قضية زواج القاصرات في العراق، وهي عضو نشط في جمعية الأفلام الروائية والوثائقية في بغداد. تدير سرسم مركز برج بابل للتنمية الإعلامية، وهو مركز معني بالفنون والإعلام في العاصمة العراقية.

ما الحكاية الأولى التي تتذكرين أنها حكيت لك؟
أعتقد أنها كانت “ليلى والذئب”، وهي حكاية فتاة اسمها ليلى تذهب لزيارة جدتها، ولكنها تقابل في الطريق ذئبا. كانت عمتي تحكي هذه الحكاية وغيرها مرارا وتكرارا، وفي كل مرة كانت تروِّعني كلماتها حين تقول “وعندما يبتلع الذئب جدتها”. كنت أشعر أن هناك سبلا عديدا لإيقاف ذلك، وعدم السماح بحدوثه أبدا.

ما الحكايات التي تقيمين أعمالك عليها؟
أقيم أعمالي على ألف ليلة ولية، وخرافات حضارات العراق القديمة والقصائد العراقية المكتوبة للأطفال. ذلك أن بوسعنا أن نعرف الكثير، من بعض الحكايات القديمة، عن التاريخ وطبيعة الحياة التي كان يحياها كتّاب تلك الحكايات.

ما المكان المفضل لك في بغداد؟ وما السر وراء ذلك؟
ضفة النهر، فحضور الماء هناك مرتبط بوجود الحياة. الفضل في وجود هذه المدينة نفسه يرجع إلى حضور النهر في المكان.

تعملين كثيرا على الأفلام الوثائقية والقصيرة. ما المشروع الأحب لك بينها حتى الآن؟
عملت على مشروع بتمويل من الأمم المتحدة هو “رحمة .. زينب .. وأخريات”، ويتناول زواج القاصرات في العراق. وفيه أجريت حوارين مع فتاتين تزوجتا وطلقتا قبل بلوغهما الرابعة عشرة.

ما الحكاية التي تودين أن تحوليها إلى السينما من حكايات ألف ليلة وليلة. ولماذا؟
أحلم بفيلم لا عن حكاية معينة بل عن الحوريات في ألف ليلة وليلة فهي كشخصيات شهيرة بذكائها وموهبتها. فهن على سبيل المثال يلعبن الشطرنج ويكتبن الشعر ويمارسن أشياء أخرى.

كنت عضو لجنة تحكيم مهرجان العراق للفيلم القصير في دورة 2013. كلمينا عن أهمية دعم الفنانين وصناع السينما العراقيين.
هذا جزء من دعم حرية التعبير. وطالما العراق مستمر في النمو، لن يكون بوسعنا أن نضمن الدعم المستقل، خاصة وأن الوزارات تقاد من خلال الأحزاب السياسية التي تشكل جزءا من السلطة وتشارك في تأليف الحكومة. علاوة على أن هناك غيابا للأمن الاجتماعي بالنسبة للمواطنين من غير ذوي الدخل الثابت.

ما مشاريعك القادمة؟
أنا مشغولة للغاية بإدارة برج بابل، وهو مركز للفنون والإعلام في بغداد. كان معرضنا الأخير يحمل اسم “تجريب” وقد دعا الفنانين العراقيين الشباب إلى عرض أعمالهم المركبة. كما أقوم بإنتاج فيلم وثائقي عن النساء جامعات الملح، وآخر عن اليزيديين، وهم أصحاب ديانة قديمة في شمال العراق.