وفاء بلال فنان مقيم في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة. أعماله تشمل مواد و وسائل فنية مختلفة منها الفن التركيبي و الفوتوغراف و فنون الحاسبات او الرقمية. قام ببناء شخصية رام في مشروعه “الجهادي الافتراضي” تستند على برامح التدريبية لموظفي الجيش الأمريكي.

يتحدث وفاء إلى رؤية حول أيامه كطالب في بغداد و حياته كفنان في مدينة نيويورك و عن شروعه الأخير بعنوان “كانتو رقم 3” الذي سيعرض في معرض الارموري في نيويورك بين 5 الى 8 أذار 2015

Wafaa Bilal, from Virtual Jihadi, 2008. Courtesy of the artist.

لقد ولدت في العراق ما الذي جعلك تغادر الى الكويت ثم الى العربية السعودية ؟

انا لم انتقل فعليا الى الكويت بل كنت هاربا كنت طالبا في بغداد عندما حدث غزو الكويت

كنا مثاليون كالاطفال تماما ومعارضون للحرب والتي توقعنا في مشاكل ,كنت في الخامسة والعشرين من العمر وقضين اربعين يوما في مخيم انتقالي مؤقت في الكويت قبل ان انتقل الى العربية السعودية

اذا كنت مجبرا على المغادرة؟

بالضبط تماما

هل كنت هناك مع عائلتك؟

كلا كنت وحدي

ماذا فعلت لتعارض الحرب ؟ هل تكلمت ؟ هل تظاهرت ؟

نحن لم نتظاهر بل تحدثنا والحديث كان اكبر شيء ممكن ان نفعله انذاك ,النظام طلب منا التطوع في الجيش وجاءوا الى مدارسنا ورفضنا التطوع وعرفنا أن أيامنا أصبحت معدودة في بغداد .

ما الذي دفعك لتصبح فنانا؟

اعتقد ان هذا كان حلمي منذ طفولتي و له علاقة بمدينة الكوفة المدينة التي ولدت بها , انها مدينة خلاقة في مجال الادب والشعر وحينما كنت صغيرا كنت استنسخ الصور من المجلات وكان والدي مدرسا ومسؤول عن مكتبة المدرسة وكان ياخذني الى هناك وكنت ارسم واستنسخ الصور من كل ما احصل عليه من الكتب والمجلات .

ماهي ابرز هذه الاعمال ؟

عندما كنت في الثالثة عشر من عمري حصلت على بوستر للسيد المسيح يرعى الغنم وقد استنسخته مستخدما الأصباغ الزيتية لأول مرة وكانت نقطة تحول بالنسبة لي ثم بدأت ارسم بانتظام اكثر وبشكل اساسي نسخ صور من الفن الغربي واستمريت حتى وصلت الى عملي الخاص

لقد درست الجغرافيا لماذا لم تدرس الفنون مباشرة؟

لم استطع الدخول الى مدرسة فنية بسبب البيئة السياسية وكذلك كان علي ان ادرس لاتجنب الالتحاق بالجيش فدخلت في قسم الجغرافيا والجيولوجي في جامعة بغداد واستمريت في ممارسة الفن اثناء الدراسة .

Domestic Tension (2007). Courtesy of the artist

مانوع الاعمال التي كنت تقوم بها انذاك؟

في البداية كنت التقط صورا فوتوغرافية لشوارع بغداد واحاول عكس الحياة اليومية في المدينة ثم انتقلت الى الفقر وانذهلت بتردئ الأوضاع في أحياء كثيرة في مركز المدينة , كنت اصور الجانب الخطأ من المجتمع ودخلت في مشاكل مع النظام ثم اصبح عملي مختصرا اكثر والكثير من الفنانين فعلوا ذلك لاخفاء افكارهم وراء الفن

هل اقمت معارض وانت طالب؟

عرضت اعمالي على ارضية جامعة بغداد  خارج كلية الاداب وفي ذلك الوقت كان لكل جامعه ستوديو خاص بها والذي يقوم بتزويد المواد ودعم المعارض

ماذا حدث بعد مغادرتك للعراق؟

بعد هروبي من العراق قضيت سنتين  في معسكرات اللاجئين ثم انتقلت الى الولايات المتحدة الاميركية ودرست الفن في جامعة نيو مكسيكو وحصلت على جائزة عن اول عمل تفاعلي قمت به ( شارب الابسينث )  والذي كان جزءا من عرض اطلق عليه ( ميلينيوم ) في مدينة سانتافي وكنت اصغر من حصلوا على هذه الجائزة وقد شجعني ذلك على المتابعه في الفن التفاعلي ثم انتقلت الى جامعة شيكاغو لدراسة الماجستير في الفنون والتكنولوجيا.

هل كان ذلك سهلا؟

لاشيء سهل,كان هناك تحديات عديدة مثل حاجز اللغة والمال, عندما وصلت الولايات المتحدة الاميركية اشتغلت في معمل مجوهرات ثم اصبحت نجارا قبل ان ادخل في مدرسة الفنون في نيو مكسيكو

Wafaa Bilal, from The Ashes Series, 2003-2013. Courtesy of the artist.

ما الذي الهمك سلسلة الرماد ( 2013 )؟

عندما حدث الغزو عام 2003 كنت مدمرا وشعرت بانني مجبرا على ان اقترب الى وطني وبدأت اجمع صورا عن العراق المدمر لااعرف ماذا افعل بها ,بنيت نماذج منها بقياسات صغيرة واخذت صور لهذه النماذج وهذا ماساعدني ان اكون قريبا لوطني ليس عاطفيا ولكن جسديا ايضا والفضاء الذي خلقته اصبح وسطيا للمنطقتين التي كنت بهما وكنت اريد الجمهور ان  تشاهد الاعمال و يخرجون من حياتهم الأمينة و المريحة لربط ذلك بما يجري في العراق والتصوير كان وسيلة جيدة لذلك.

ماهي الموضوعات التي تتعامل بها باعمالك وماهي اهميتها؟

اعمال الفنان هو انعكاس لحوار داخلي والعراق كان دائما في مركز عملي وكذلك العدالة الاجتماعية في العراق وامريكا والبلدان الاخرى.

Wafaa Bilal, The 3rdi, 2010-11. Courtesy of the artist.

كيف كانت استجابة المشاهد الامريكي لاعمالك؟

كانت ردود فعل المشاهد قوية باتجاه عملي سواء كانت معارضة او مؤيدة له ,الفن يجب ان يثير اسئلة تلهم الناس وتخرج بهم من حياتهم الأمينة و المريحة,مشروعي (  اطلق النار على عراقي ) استقبل بشكل جيد ,العديد من الناس اعجبوا به ودرسوه بينما العديد كرهوا عملي ( الثالث انا ) لانه حقا يتحدى حياتهم الأمينة و المريحة,عملنا كفنانين هو النقد و الاثارة وليس  من أجمل جعل الناس ترتاح فقط.

Dead Serious from Binary Artists on Vimeo.

ماهي مشاريعك الأحدث؟

انا اعمل مع ( مجموعة نادر ) وهي مجموعه بلجيكية على عرض ( جدي كالموت ) في مدينة  دارمشتادت في جنوب المانيا ,من خلال الموسيقى والتمثيل نبحث عن الخراب الذي تسببه الطائرات بدون طيار والحرب في العراق والبلدان الاخرى وكذلك  نتداخل مع المشاهد على مستويات عديدة ليس فقط حول اطائرات بدون طيار ولكن حول العلاقات الاجتماعية مثل الموسيقى والفنون , وانه كريقة من غير مألوفة للارتباط مع المشاهد حول حروب بعيدة عن مناطقهم و بلدانهم.

ما الذي جعلك تركز على الطائرات بدون طيار ؟ هل لذلك ارتباط مع حرب الخليج الاولى ؟

لقد فقدت اخي قبل سنوات بهجوم جوي لهذه الطائرات لذلك ممكن ان تتصورون مشاعري ضد هذه المعاملة اللا إنسانية تجاه الثقافات الأخرى ,في حرب الخليج الاولى عام 1991 كانت تستخدم قاذفات القنابل بشكل كبير  وليس الطائرات بدون طيار ,لم يكن هناك قوات فوق الارض و الآن لاول مرة ينقطع الصلة بين الجنود و منطقة الحرب  واستمر و تطور العمل على أبعاد الجنود و تجربتهم عن ما يحدث على الارض ولسوء الحظ فهذا يعني المزيد من الخراب على الارض مع تزايد المسافة العاطفية والجسدية بالنسبة للجنود

ماهو الوطن بالنسبة لك؟

الوطن حيث نستقر عقليا , سيكون دائما حيث ترعرعت في الكوفة وثانيا المدينة التي اعيش فيها نيويورك ,بعض افراد عائلتي في بغداد  ولكن الاغلبية في الكوفة والنجف ولدي اخ واحد يعيش في الولايات المتحدة وهو رجل اعمال

افضل مكان لك في نيويورك؟

جبهة النهر بسبب الهواء المفتوح , احب اجلس واقرأ في الـ ( هدسون ريفر بارك ) واحب ايضا الـ ( سنترال بارك )

ماالعمل الفني الذي قد تعمله حول نيويورك ؟

سيكون عن جنون المدينة التي لاتعطيك اية استراحة

وعن الكوفة؟

ستكون عن النهر وهي منطقتي المفضلة هناك ايضا , اتذكر ذهابي اليومي الى هناك اما لرسم الجسر او الجلوس لقراءة كتاب و كذلك احب نسمة المساء قرب النهر, الناس غالبا يذهبون هناك لشرب الشاي او لعب الدومينو