الفنانون: آكام شيخ هادي، لطيف العاني، رباب غزول، سلام عطا صبري، وحيدر جبار
الكوميسير المفوض: مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق
نائب الكوميسير: نوفالكونا Nuovalcona- الجمعية الثقافية للفنون
المدير الفني: فيليب فان كاوتيرين
العنوان: الجمال غير المرئي
المكان: كا داندولو، سان بولو
الموقع الإلكتروني: www.ruyafoundation.org/en/venice-biennale

وقع اختيار مؤسسة رؤيا، وهي منظمة غير حكومية لا تهدف إلى الربح تأسست عام 2012، على فيليب فان كاوتيرين، المدير الفني لمتحف سماك للفن المعاصر في مدينة خنت البلجيكية، ليكون مديرا فنيا لجناح العراق. ولا تعد هذه أول مشاركة لفان كاوتيرين في البينالي- إذ سبق وشارك في الإدارة الفنية للجناح البلجيكي عام 2013- لكنه هذا العام مسؤول عن التصدي للتعقيدات من أجل تقديم هوية عراقية تتحدى المفاهيم السائدة. وتؤمن تمارا جلبي، رئيسة “رؤيا” وإحدى مؤسسيها، أن “في هذا الظرف العصيب الذي يواجهه العراق، سيكون وجود جناح وطني بمثابة سفير لا غنى عنه”.
ويضم “الجمال غير المرئي” مصورين فوتوغرافيين (هادي، والعاني)، وفنانين أدائيين (غزول) وفنانين سيراميك ونحاتين (صبري) ومصورين (جبار) جاءوا من مختلف أنحاء العراق ومن الشتات. وقد انتقى كل من فان كاوتيرين وجلبي نموذجا مما يجب أن تقدمه العراق وعرضوه في فينيسيا، معلنين للعالم أن البلد لديها فن معاصر جدير بالانتباه، وقادر على تقديم زاوية أخرى من البلد الغني ثقافيا وإن كانت صورته فقيرة. وتتيح المنصات الفنية مثل البينالي، لا محالة، إعادة التأكيد على الحدود الثقافية، أو إعادة تفسيرها، وهي عملية يحتاج إليها العراق الآن أكثر من أي وقت مضى، ذلك البلد الذي تعاني بنيته التحتية الثقافية الأمرَّين.

0001 0002


العراق

وتتمثل القيمة الجمالية للجناح في تنوع الوسائط الفنية، وتعدد الأجيال (العاني، على سبيل المثال، أنجز أغلب أعماله في الفترة من خمسينيات وحتى سبعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي تمثل ذروة عنفوان المشهد الفني العراقي) واختلاف المناظير (يشارك آي ويوي مشاركة خاصة في إصدارة أعدت خصيصا للبينالي باسم “أثر من أجل البقاء: رسوم للاجئين في العراق من اختيار آي ويوي”). ومع كل هذا الاستبصار واختيار فنان معروف بتحدي الأوضاع القائمة، فما هي التيمة التي يدور حولها الجناح؟ يتناول “الجمال غير المرئي” العلاقة بين الفن والبقاء على قيد الحياة، وضرورة تسجيل الأحداث، ومداواة الجراح، والجمال. وقبل كل شيء، يطرح السؤال: “ما الذي يحدث للإنتاج الفني في بيئة مزقتها الحروب، والمذابح، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتنظيم داعش؟”. تأتي الإجابة في توليفة من قطع فنية أعيد اكتشافها، وأخرى أنتجت خصيصا، تشكل معا الخطوة المنطقية التالية للجناح العراقي بعد العرضين الذين قدمهما في الدورتين السابقتين للبينالي.

0003

قبل عام 2011 لم يكن العراق يشارك بجناح خاص في البينالي منذ سبعينيات القرن الماضي. وقد أحدثت عودته دويا كبيرا، حيث جمع فنانين من مختلف أنحاء الشتات تحت الإدارة الفنية لماري أنجيلا سكروث، وتحت عنوان “أكوافيريتا” Aquaferita (الماء الجريح). كانت لحظة تتناول تبعات اضطراب الحياة السياسية في البلاد على مدار العقود القليلة الماضية، وهي القضية التي تناولها أيضا جناح دورة عام 2013، الذي أداره فنيا جوناثان واتكينز. لكن واتكينز، في محاولة لإزاحة النقاش بعيدا عن الجغرافية السياسية، سعى إلى استكشاف الحياة اليومية للفنانين الذين يعيشون داخل العراق، موضحا أن ثمة أشياء تؤثر في البقاء والوجود أكثر من تلك التي تظهر في الأخبار. أما معرض هذا العام فسوف يجمع بين كلا المنهجين.
يبقى أن نشاهد المعنى الحقيقي لذلك من خلال الأعمال المعروضة، حيث يعد الجناح بمجموعة من اللوحات أحادية اللون- في أغلبها- تتميز بأساليب بسيطة وصادقة، بل وساذجة أحيانا. المهم ألا نجعل انطباعاتنا البصرية تسيطر على استقبالنا لهذه الأعمال. إذ أن لدينا حالة من السكون الباطني، تستدعي لحظات من التأمل العميق. بجوار أحد الأعمال المعروضة تجد حاشية تقول: “هذا العمل أنجزته تلميذة في الثامنة عشرة من عمرها ويصور صديقة الفتاة المقربة التي رأتها بنفسها مقتولة وغارقة في دمائها بعد اغتصابها في جبل سنجار. وقد أنجزت هذا الرسم قبل أن توارى صديقتها الثرى”.
ويتجاوز الجناح التصنيف التقليدي، وهو البعد الذي أكد عليه فان كاوتيرين حين قال: “لا أحب أن أفكر بالشعارات… فقط ثلاث كلمات: عمومي. منشغل. شائك”.

المجتزأ:
المهم ألا نجعل انطباعاتنا البصرية تسيطر على استقبالنا لهذه الأعمال. إذ أن لدينا حالة من السكون الباطني، تستدعي لحظات من التأمل العميق